بيان عن وداع رمضان واستقبال العيد من دار الفتوى الإسلامية في السويد
الحمْدُ للّهِ الذِي مَنَّ عَلَينَا بالإِسلامِ وأَكرمنَا بشَهْرِ الصِّيامِ والصَّلاةُ والسَّلامُ على المبعوثِ رحمةً للأنام محمد سيد ولد عدنان وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان وبعد:
ها هو رمضان يودعنا ويرحل، وكم كان صعبا علينا مرور هذا الشهر الكريم وقد حُرمنا من مائدته التي تجمع العشراتِ والمئات بإفطار يتلاقى فيه الصائمون مع اختلاف أعمارهم وأجناسهم، وحُرمنا من صلاة التروايح في المساجد والمصليات بسبب جائحة كورونا لكنّ أبوابَ الخير كثيرة فهنيئا لمن اغتنمها في رمضان وهنئيا لمن يثبت عليها بعد رمضان، فما أجملَ أن يُتبِعَ العبدُ الطاعةَ بالطاعةِ، والإحسانَ بالإحسانِ،وما أقبحَ أن يُتْبِعَ العبدُ الطاعةَ بالمعصيةِ، والإحسانَ بالفجورِ والعِصيان فلنودع إخواني شهرنا هذا وكلنا عزم على الثبات والاستمرار بالأعمال الصالحة فيما بعد رمضان، ومواصلةِ المسيرة في عمل الخيرِ، وحثِّ الخطى عليه، فأحب الأعمال إلى الله أدومُها وإن قل.
ومع وداع هذا الشهر العظيم نحث المسلمين في السويد على دفع زكاة الفطر هذه الفريضة التي شرعها لنا ربنا عز وجل شكرًا له على نعمة التوفيق للصيام والقيام، وطهرةً للصائم وطُعمةً للمسكين، وتحريكًا لمشاعر الأخوةِ والأُلْفةِ بين المسلمين، فأد أخي المؤمن ما أوجب الله عليك ولا تقصر في أداء فريضة الزكاة، فهي واجبة على كل مسلم فـَضَلَ عن دَينه وكسوته ومسكنه وقوته وقوت من عليه نفقتُهم يوم العيد وليلتَهما يخرجه عن نفسه وعمن عليه نفقتهم ، وهي صاع من غالب قوت البلد، ولا يجوز دفعها إلاّ إلى الأصناف الثمانية الذين ذكرهم الله في القرءان الكريم. وكما اعتدنا على مر السنين نستقبل في دار الفتوى الإسلامية زكاة الفطر وزكاة أموالكم لإيصالها لمستحقيها .
وفي الختام نؤكد مرارا وتكرارا أن ثبوت عيد الفطر السعيد لا يكون إلا بأحد أمرين: رؤيةِ هلال شوال أو استكمال رمضان ثلاثين ولا عبرة بالرأي المخالف للشرع، فحذار ثم حذار من التهاون بشأن اتباع القرءان والسنة تحت مسمى الاجتهاد أو انعقاد إجماع أو تسهيل على الأمة، ولا اجتهاد مع ورود النص وقد أتم الله على الأمة أمر دينها وجعل شريعة محمد باقيةً إلى يوم الدين، وهي شريعة سهلة سمحة خالية من التعقيد والحرج.
وقد روى أحمد في مسنده ومسلم في صحيحه والنسائي وابن ماجه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إذَا رَأَيْتُمُ الْهِلاَلَ فَصُومُوا وَإذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا فَإنْ غُمّ عَلَيْكُمْ فَصُومُوا ثَلاَثِينَ يَوْمًا “ اهـ فالعبرة إخواني بالرؤية للهلال لا بالحساب ولا بأقوال الفلكيين ولا بولادة القمر.
نسأل الله تعالى أن يعيد علينا رمضان باليمن والبركات ونحمده أن أعاننا على الصيام والقيام، وعلى عظيم المنِّ والإنعام، اللهم أعده علينا ونحن في أحسن حال اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا واحفظنا من كل سوء
اللهم اختم لنا شهرَ رمضان برضوانك والعتقِ من نيرانِك. آمين يارب العالمين وكل عام وأنتم بخير
مكتب الشؤون الدينية دار الفتوى الإسلامية في السويد